کد مطلب:99294 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:118

خطبه 110-در نکوهش دنیا











[صفحه 228]

الشرح: خضره، ای ناضره، و هذه اللفظه من الالفاظ النبویه، قال النبی (ص): (ان الدنیا حلوه خضره، و ان الله مستخلفكم فیها، فناظر كیف تعملون!). و حفت بالشهوات، كان الشهوات مستدیره حولها، كما یحف الهودج بالثیاب، و حفوا حوله یحفون حفا: اطافوا به، قال الله تعالی: (و تری الملائكه حافین من حول العرش). قوله: (و تحببت بالعاجله)، ای تحببت الی الناس بكونها لذه عاجله، و النفوس مغرمه مولعه بحب العاجل، فحذف الجار و المجرور القائم مقام المفعول. قوله: (و راقت بالقلیل)، ای اعجبت اهلها، و انما اعجبتهم بامر قلیل لیس بدائم. قوله: (و تحلت بالامال) من الحلیه، ای تزینت عند اهلها بما یوملون منها. قوله: (و تزینت بالغرور)، ای تزینت عند الناس بغرور لا حقیقه له. و الحبره: السرور. و حائله: متغیره. و نافده: فانیه. و بائده: منقضیه. و اكله: قتاله، و غواله: مهلكه. و الغول: ما غال، ای اهلك، و منه المثل: (الغضب غول الحلم). ثم قال: انها اذا تناهت الی امنیه ذوی الرغبات فیها لاتتجاوز ان تكون كما وصفها الله تعالی به و هو قوله: (و اضرب لهم مثل الحیاه الدنیا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشیما تذروه الریاح و كان الله

علی كل شی ء مقتدرا). فاختلط، ای فالتف بنبات الارض. و تكاثف به، ای بسبب ذلك الماء و بنزوله علیه، و یجوز ان یكون تقدیره: فاختلط بنبات الارض، لانه لما غذاه و انما، فقد صار مختلطا به، و لما كان كل واحد من المختلطین مشاركا لصاحبه فی مسمی الاختلاط جاز (فاختلط به نبات الارض) كما یجوز: فاختلط هو بنبات الارض. و الهشیم: ما تهشم و تحطم، الواحده هشیمه و تذروه الریاح: تطیره و كان الله علی ما یشاء، من الانشاء و الاقناء، مقتدرا. قوله: (من یلق من سرائها بطنا) انما خص السراء بالبطن، و الضراء بالظهر، لان الملاقی لك بالبطن ملاق بالوجه، فهو مقبل علیك، و المعطیك ظهره مدبر عنك. و قیل: لان الترس بطنه الیك و ظهره الی عدوك، و قیل: لان المشی فی بطون الاودیه اسهل من السیر علی الظراب و الاكام. و طله السحاب یطله، اذا امطره مطرا قلیلا، یقول: اذا اعطت قلیلا من الخیر اعقبت ذلك بكثیر من الشر، لان التهتان الكثیر المطر، هتن یهتن بالكسر، هتنا و هتونا و تهتانا. قوله: (و حری)، ای جدیر و خلیق، یقال: بالحری ان یكون هذا الامر كذا، و هذا الامر محراه لذلك، ای مقمنه، مثل محجاه، و ما احراه مثل ما احجاه، و احر به، مثل احج به، و تقول: هو حری ان یفعل ذلك

بالفتح، ای جدیر و قمین، لایثنی و لایجمع، قال الشاعر: و هن حری الا یثبنك نقره و انت حری بالنار حین تثیب فاذا قلت: هو حر بكسر الراء و حری بتشدیدها علی (فعیل) ثنیت و جمعت، فقلت: هما حریان و حریان، و حرون مثل عمون، و احراء ایضا، و فی المشدد حریون و احریاء، و هی حریه و حریه، و هن حریات و حریات و حرایا. فان قلت: فهلا قال: (و حریه اذا اصبحت)، لانه یخبر عن الدنیا؟ قلت: اراد شانها، فذكر، ای و شانها خلیق ان یفعل كذا. و اعذوذب: صار عذبا. و احلولی: صار حلوا، و من هاهنا اخذ الشاعر قوله: الا انما الدنیا غضاره ایكه اذا اخضر منها جانب جف جانب فلا تكتحل عیناك منها بعبره علی ذاهب منها فانك ذاهب و ارتفع (جانب) المذكور بعد (ان) لانه فاعل فعل مقدر یفسره الظاهر، ای و ان اعذوذب جانب منها، لان (ان) تقتضی الفعل و تطلبه فهی: ك (اذا) فی قوله تعالی: (اذا السماء انشقت). و امر الشی ء، ای صار مرا. و اوبی: صار وبیا، و لین الهمز، لاجل السجع. و الرغب: مصدر رغبت فی الامر رغبه و رغبا، ای اردته. یقول: لاینال الانسان منها ارادته الا ارهقته تعبا، یقال: ارهقه اثما، ای حمله و كلفه. فان قلت: لم خص الامن بالجناح و الخوف بالقودام؟ قلت: لان

القوادم مقادیم الریش، و الراكب علیها بعرض خطر عظیم و سقوط قریب، و الجناح یستر و یقی البرد و الاذی، قال ابونواس: تغطیت من دهری بظل جناحه فصرت اری دهری و لیس یرانی فلو تسال الایام ما اسمی لما درت و این مكانی ما عرفن مكانی و الهاء فی (جناحه) ترجع الی الممدوح بهذا الشعر. و توبقه: تهلكه، و الابهه: الكبر. و الرنق، بفتح النون، مصدر رنق الماء، ای تكدر و بالكسر الكدر، و قد روی هاهنا بالفتح و الكسر، فالكسر ظاهر، و الفتح علی تقدیر حذف المضاف، ای ذو رنق. و ماء اجاج: قد جمع المراره و الملوحه، اج الماء یوج اجاجا. و الصبر، بكسر الباء: هذا النبات المر نفسه، ثم سمی كل مر صبرا. و السمام: جمع سم لهذا القاتل، یقال سم و سم، بالفتح و الضم، و الجمع سمام و سموم. و رمام: بالیه، و اسبابها: حبالها. و موفورها: و ذو الوفر و الثروه منها، و المحروب: المسلوب، ای لاتحمی جارا و لا تمنعه.

[صفحه 231]

ثم اخذ قوله تعالی: (و سكنتم فی مساكن الذین ظلموا انفسهم و تبین لكم كیف فعلنا بهم و ضربنا لكم الامثال)، فقال: (الستم فی مساكن من كان قبلكم اطول اعمارا)، نصب (اطول) بانه خبر كان، و قد دلنا الكتاب الصادق علی انهم كانوا اطول اعمارا بقوله: (فلبث فیهم الف سنه الا خمسین عاما)، و ثبت بالعیان انهم ابقی آثارا، فان من آثارهم الاهرام و الایوان و مناره الاسكندریه و غیر ذلك. و اما بعد الامال فمرتب علی طول الاعمار، فكلما كانت اطول كانت الامال ابعد، و ان عنی به علو الهمم، فلا ریب انهم كانوا اعلی همما من اهل هذا الزمان، و قد كان فیهم من ملك معموره الارض كلها، و كذلك القول فی (اعد عدیدا، و اكثف جنودا)، و العدید: العدو الكثیر، و اعد منهم، ای اكثر. قوله: (و لا ظهر قاطع)، ای قاطع لمسافه الطریق. و الفوادح: المثقلات، فدحه الدین اثقله، و یروی (بالقوادح) بالقاف، و هی آفه تظهر فی الشجر، و صدوع تظهر فی الاسنان. و اوهقتهم: جعلتهم فی الوهق، بفتح الهاء، و هو حبل كالطول و یجوز التسكین، مثل نهر و نهر. و القوارع: المحن و الدواهی، و سمیت القیامه قارعه فی الكتاب العزیز من هذا المعنی و ضعضعتهم: اذلتهم، قال ابوذویب: انی لریب الدهر

لااتضعضع و ضعضعت البناء: اهدمته. و عفرتهم للمناخر. الصقت انوفهم بالعفر، و هو التراب و المناسم: جمع منسم، بكسر السین و هو خف البعیر. و دان لها: اطاعها، و دان لها ایضا: ذل و اخلد الیها: مال، قال تعالی: (و لكنه اخلد الی الارض). و السغب: الجوع: یقول: انما زودتهم الجوع، و هذا مثل، كما قال: و مدحته فاجازنی الحرمانا و معنی قوله: (او نورت لهم الا الظلمه)، ای بالظلمه، و هذا كقوله: (هل زودتهم الا السغب). و هو من باب اقامه الضد مقام الضد، ای لم تسمح لهم بالنور بل بالظلمه. و الضنك: الضیق. ثم قال: فبئست الدار، و حذف الضمیر العائد الیها و تقدیره (هی) كما قال تعالی: (نعم العبد)، و تقدیره: (هو). و من لم یتهمها: من لم یسو ظنا بها و الصفیح: الحجاره. و الاجنان: القبور، الواحد جنن، و المجنون: المقبور، و منه قول الاعرابیه: (لله درك من مجنون فی جنن!). و الاكنان: جمع كن: و هو الستر، قال تعالی: (و جعل لكم من الجبال اكنانا). و الرفات: العظام البالیه. و المندبه: الندب علی المیت. لایبالون بذلك: لایكترثون به. و جیدوا: مطروا، و قحطوا: انقطع المطر عنهم فاصابهم القحط، و هو الجدب و الی معنی قوله (ع): (فهم جیره لایجیبون داعیا، و لایمنعون

ضیما، جمیع و هم آحاد، و جیره و هم ابعاد، متدانون لایتزاورون، و قریبون لایتقاربون) نظر البحتری، فقال: بنا انت من مجفوه لم تونب و مهجوره فی هجرها لم تعتب و نازحه و الدار منها قریبه و ما قرب ثاو فی التراب مغیب! و قد قال الشعراء و الخطباء فی هذا المعنی كثیرا، فمن ذلك قول الرضی ابی الحسن رحمه الله فی مرثیه لابی اسحاق الصابی: اعزز علی بان نزلت بمنزل متشابه الامجاد بالاوغاد فی عصبه جنبوا الی آجالهم و الدهر یعجلهم عن الارواد ضربوا بمدرجه الفناء قبابهم من غیر اطناب و لااوتاد ركب اناخوا لایرجی منهم قصد لاتهام و لاانجاد كرهوا النزول فانزلتهم وقعه للدهر نازله بكل مقاد فتهافتوا عن رحل كل مذلل و تطاوحوا عن سرج كل جواد بادون فی صور الجمیع و انهم متفردون تفرد الاحاد فقوله بادون فی صور الجمع البیت هو قوله (ع) جمع و هم آحاد بعینه و قال الرضی رحمه الله تعالی ایضا: متوسدین علی الخدود كانما كرعوا علی ظما من الصهباء صور ضننت علی العیون بحسنها امسیت اوقرها من البوغاء و نواظر كحل التراب جفونها قد كنت احرسها من الاقذاء قربت ضرائحهم علی زوارها و ناوا عن الطلاب ای تناء قوله: (قربت

ضرائحهم البیت هو معنی قوله (ع): (و جیره، و هم ابعاد) بعینه. و من هذا المعنی قول بعض الاعراب: لكل اناس مقبر فی دیارهم فهم ینقصون و القبور تزید فكائن تری من دار حی قد اخرجت و قبر باكناف التراب جدید هم جیره الاحیاء اما مزارهم فدان و اما الملتقی فبعید و من كلام ابن نباته: (وحیدا علی كثره الجیران، بعیدا علی قرب المكان). و منه قوله: (اسیر وحشه الانفراد، فقیر الی الیسیر من الزاد، جار من لایجیر، و ضیف من لایمیر، حملوا و لایرون ركبانا، و انزلوا و لایدعون ضیفانا، و اجتمعوا و لایسمون جیرانا، و احتشدوا و لایعدون اعوانا، و هذا كلام امیرالمومنین (ع) بعینه المذكور فی هذه الخطبه، و قد اخذه مصالته. و منه قوله: (طحنتهم طحن الحصید، و غیبتهم تحت الصعید، فبطون الارض لهم اوطان، و هم فی خرابها قطان، عمروا فاخربوا، و اقتربوا فاغتربوا، و اصطحبوا و ما اصطحبوا). و منه قوله: (غیبا كاشهاد، عصبا كاحاد، همودا فی ظلم الالحاد، الی یوم التناد). و اعلم ان هذه الخطبه ذكرها شیخنا ابوعثمان الجاحظ فی كتاب "البیان و التبیین" و رواها لقطری بن الفجاءه، و الناس یروونها لامیرالمومنین (ع)، و قد رایتها فی كتاب "المونق" لابی عبید الله المرزبا

نی مرویه لامیرالمومنین (ع)، و هی بكلام امیرالمومنین اشبه، و لیس یبعد عندی ان یكون قطری قد خطب بها بعد ان اخذها عن بعض اصحاب امیرالمومنین (ع)، فان الخوارج كانوا اصحابه و انصاره، و قد لقی قطری اكثرهم.


صفحه 228، 231.